الدكتور قدري حفني يجيب عن السؤال الصعب «ماذا حدث للمصريين؟» الانفلات الأمني أكذوبة وهدفه القضاء علي الثورة
حفني أكد في حواره أن «حزب الكنبة» أقوي الأحزاب المصرية مشددا علي أنه التيار الوحيد الذي سيحدد خريطة مصر السياسية في الفترة المقبلة مشيرا الي أن أفضل ما في ثورة الخامس والعشرين من يناير أنها أخرجت الأقباط من عزلتهم وجعلتهم يتصرفون كمواطنين عاديين دون الاحتماء بالكنيسة أو اللجوء إليها.
وأوضح عالم النفس الشهير أن خريطة مرشحي الرئاسة لم تكتمل بعد وأنه يتوقع ظهور مرشحين جدد خلال المرحلة المقبلة مشددا علي أن المصريين كسروا حاجز الخوف ولم يعد يجدي معهم قانون الطوارئ أو حظر التجوال.. قراءة حفني للمشهد السياسي في مصر وتوقعاته للمرحلة الانتقالية نتعرف عليها في الحوار التالي:
> ماذا يحدث في مصر الآن؟
>> مصر الآن تمر بمرحلة تالية لثورة 25 يناير بما يجعلنا نشهد مرحلة مخاض وتغيير لأشياء كثيرة.. وما آراه عموماً وفي مجمله قد يثير القلق ولكنه بالتأكيد لا يثير التشاؤم وخلال الفترة الماضية رأينا مشاهد عدة إيجابية فخرجت مليونيات رفع فيها المصريون شعارات وهتافات سياسية وبعد أن بدأت هذه المليونيات تسقط ظهرت الاحتجاجات الفئوية وهذه الظاهرة أراها إيجابية ومطمئنة لأنها تغيب الفتنة الطائفية تماماً حيث كل الثوار والمتظاهرين سواء كان المعلمون أو عمال النقل العام أو الأطباء أو غيرهم لا تستطيع أن تميز من هو المسيحي ومن هو المسلم وغير مسموح بذلك وإن حاولت سيهاجمونك ليس لأنهم متعصبون بل لأنك ستحاول أن تقلل عدد المتظاهرين وبالتالي تعتبر هذه الاعتصامات هي الترجمة الجماهيرية الحقيقية لما أسماه البعض «روح ميدان التحرير» التي كان فيها الجميع مندمجين لا فرق بين ليبرالي أو إسلامي أو قبطي أو ماركسي.. والاعتصامات الفئوية التي نشهدها الآن هي أمر طبيعي جداً ومكمل لثورة يناير التي كانت ترفع شعار العدالة الاجتماعية وهذا هو نفسه ما يطلبه المعلمون والأطباء وعمال النقل العام، والمطالبة بالعدل الاجتماعي هي الترياق للفتنة الطائفية ودائماً ما تعطل الفتن الطائفية العدل الاجتماعي لأنها تشغلنا بشيء آخر وهو من المسلم ومن المسيحي وهذا ما لم يحدث الآن، وهناك أمر إيجابي آخر يكمن في طريقة مطالبة المسيحيين بحقوقهم في كثير من الأحيان كان يشعر المسيحيون بالظلم صدقاً أو وهماً فكانوا قبل يناير يذهبون إلي الكاتدرائية للبابا وبعدها يتحدث كبيرهم مع كبير المسلمين دون إعلان عما دار بينهما وينتهي الأمر بتقبيل اللحي وإعلان الصلح، ولكن بعد 25 يناير بدأوا يتصرفون كمواطنين عاديين يعتصمون ويطالبون بحقوقهم من الحكومة وليست الكنيسة وهذه ظاهرة صحية جداً.
> ولكن هناك أشخاصا قلقون من ظاهرة الاحتجاجات الفئوية كيف تري هذا القلق؟
>> أراه غير منطقي فلماذا القلق إزاء ظواهر إيجابية؟! لا ينبغي أن نتشاءم منها، كل مواطن يري ظلماً وقع عليه من حقه أن يخرج ويطالب بحقه فما المقلق في هذا؟، وبالنسبة للذين يخرجون ينادون بالدولة المدنية أو الإسلامية أو الليبرالية فهؤلاء مصريون كل واحد منهم يحب وطنه ويتمني له مستقبلا طيبا، وإن كان المستقبل يختلف من شخص لآخر فهذا يراه بشكل كذا وآخر له رؤية أخري وهكذا وهذا أمر طبيعي.
> لكن هناك من يتعصب لرأيه وأحياناً يهدد!
>> حاولت أن أتشاءم فعجزت مصر تخطو الآن خطواتها المتعثرة الأولي لتكون دولة طبيعية فالاضرابات تحدث في بلاد العالم كلها ولا أحد يتهم المضربين ولم نسمع عن أحد يتهم المضربين والمعتصمين بالخيانة ولا أحد يطالبهم بأن يضربوا في وقت آخر غير وقت العمل كيف نطالبهم بالاضراب في أوقات غير أوقات العمل والاضراب هو التوقف عن العمل؟ وهذا حق تكفله جميع قوانين حقوق الإنسان التي وقعنا عليها.
> كيف تري الانفلات الأخلاقي والأمني في الآونة الأخيرة؟
>> هناك من يدعي وجود انفلات أخلاقي كما لو كنا قبل 25 يناير والسنوات السابقة مهذبين لا نسب ولا نشتم وكانت المسلسلات نقية وتحض علي الآداب والأخلاق وإن عدنا للصحف سنجد أننا كنا نشكو في السنوات الماضية من الانفلات الأخلاقي وكان هناك خوف شديد جداً من هذا الانفلات.
> وماذا عن الانفلات الأمني؟
>> هناك من يتحدث عن الانفلات الأمني وإهانة الشرطة وأنا ضد أن تهان الشرطة وأتمسك بوجود شرطة قوية تحفظ الأمن.
> هل تقصد إهانة الشرطة للشعب أم إهانة الشعب للشرطة؟
>> أقصد إهانة الشعب للشرطة هذا أمر مرفوض تماماً، قبل ذلك كنا نري سيارة خالفت المرور فيوقفها ضابط المرور تجد من يقود السيارة يقول «أنت مش عارف أنا مين؟!» ويتصل بأحد معارفه ليتحدث مع شرطي المرور ويتركه دون اتخاذ الإجراء اللازم وهذا يعد إهانة للشرطة فكان مصدر الاهانة قبل ذلك هم أكابر الناس أما الآن فمن أهان الشرطة هم الرعاع وهناك معضلة فالشرطة هم أبناء هذا الوطن وهم مستعدون لممارسة عملهم ولكن الشعب يهينهم لكن ينبغي في لحظة أن نسلم جميعاً ونقبل بعضنا كما نحن عليه.
أما بالنسبة للانفلات الأمني فهو مبالغ فيه جداً وتصويره بهذا الشكل يضر بالمصالح العامة حيث إن الدول الأجنبية عندما تري إعلامنا يتحدث ويوحي بأننا في مصر في حالة انفلات أمني يضر بنا في وقت كهذا غير صحيح، وإن وجدت فعلاً تجاوزات أمنية ولكن ليس بهذه الصورة التي نتخيلها.
> هل توافق علي تفعيل قانون الطوارئ؟
>> قانون الطوارئ لم يفعل بشكل حقيقي وإن عدنا لأيام حظر التجول سنجد أنه لم يفعل حظر التجول ففي عصر السادات شاهدنا حظر التجول والذي كان يخرج أثناءه كان يضرب بالرصاص وهذا لم نره في الفترة الأخيرة وهذا يدل علي أنه تم كسر حاجز الخوف والدليل علي ذلك هو عدم احترام حظر التجول والجيش احترم ذلك وقدره وهذا هو المهم، واهتمامنا بقضية تفعيل قانون الطوارئ هو انشغال بقضية وهمية ليست لها معني.
> إذن تقصد وجود انفلات إعلامي؟
>> أنا متخصص في علم النفس السياسي وفي هذا العلم توجد قاعدة «إن ما تدركه هو الحقيقة» بمعني أنه عندما نتحدث عن وجود انفلات أمني فهذا سيحدث حتي وإن لم يكن موجوداً هذا الانفلات نتاجاً عن هذا الشعور نجد المواطن يبحث عن الأسلحة للحماية والدفاع عن نفسه وتجد الخارجين عن القانون يظهرون بشكل أكبر والشرطة لا تقوم بوظيفتها ولكن الشعب المصري أفشل وقوع هذا الانفلات بسلميته فمنذ يوم الاستفتاء وكان يتردد أن تحدث حرب أهلية بين من يريدون «نعم» وبين أنصار «لا» حيث كان الطرفان يوجهان الاتهامات لبعض ورغم ذلك لم يحدث شيء، وكذلك في المليونيات العديدة التي خرجت في ميدان التحرير والوقفات التي حدثت في الميادين الأخري كل هذا ولم نسمع عن وقوع حرب أهلية كما كان يشاع وهذا ما أفسده الشعب المصري.
> وبمناسبة الحديث عن جهاز الشرطة هناك من يردد أن تقاعس جهاز الشرطة بسببه أزمة نفسية؟
>> لا.. هذا غير صحيح ببساطة شديدة الشرطة تحملت في العهد السابق كثيراً فوق مهامها الأصلية فهي مؤهلة لضبط الأمن فقط، ولكن النظام السابق استخدمها في خدمة مخططاته السياسية ولم يضع الأمن في مواجهة الخارجين علي القانون بل في مواجهة المعارضين السياسيين ومن هنا تحملت الشرطة حملاً غير مؤهلة له، وفي 28 يناير انهارت فهي بطبيعة الحال عدداً أقل بكثير من الشعب ومع ذلك كان لها هيبة فانكسرت هذه الهيبة وأصبحت في مواجهة مع من هم أكثر عدداً فالكثرة تغلب الشجاعة بالإضافة إلي أنه في أحيان كثيرة كان يقتل فيها ضباط الشرطة وهم يدافعون عن أنفسهم وعن أقسام الشرطة ضد البلطجية والخارجين علي القانون ولم يذكر أفراد الشرطة كشهداء إذن يشعر الشرطي بأنه لا قيمة له ولا يوجد تقدير للتضحية التي يقدمونها ولم يتم تسليط الضوء علي أدوارهم بل يسلط الضوء علي أخطاء بعضهم مما يؤثر بالسلب علي نفسية الشرطي.
> وكيف تفسر ظاهرة البلطجة التي أصبحت مثار الحديث والقلق لدي المصريين؟
>> بداية البلطجية موجودون منذ العصر القديم وكنا نشكو كثيراً منهم والأرشيف الصحفي يؤكد ذلك فهي ظاهرة ليست مستحدثة ولكن ما يحدث أنه يتم تسليط الضوء عليها حتي تصبح ظاهرة وترتبط بعدم انضباط الأمن حتي ينادي المصريون بعودة النظام السابق والصياح بأن الثورة هي السبب في انتشار البلطجية في شوارع مصر والادعاء بعدم وجود أزمات أثناء العهد البائد، وبذلك نضحك علي أنفسنا ما يحدث حالياً هو نوع معين من غرس الانفلات الأمني.
> تتحدث وكأن هناك من يعمل علي إشاعة الفوضي وعدم الاستقرار في البلاد لأهداف خاصة؟
>> بعد 25 يناير أسماء كثيرة خسرت مصر هي نفسها كانت تمتلك مصر في وقت ما، ومن الطبيعي ألا تتقبل هذه الشخصيات خسارتها بسهولة ويحاولون بشتي الطرق أن يستردوا ما فقدوه.
>كيف يمكن قراءة خريطة الشارع المصري بعد الثورة؟
>> بمنتهي الواقعية خريطة مصر لم تقرأ حتي اليوم ولن نستطيع قراءة هذه الخريطة قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، المصريون لأول مرة في تاريخهم يحددون من ينجح ومن يخسر في الانتخابات.. طوال تاريخنا كان يوجد توريث للحكم، ولا أقصد هنا توريث الأب للابن فقط بل توريث الحاكم السلطة لمن يختاره هو وليس لمن يختاره الشعب واليوم المصريون لأول مرة في تاريخهم لا يعلمون من هو رئيس مصر القادم وبالتالي أي حديث عن تشريح المجتمع المصري مجرد انطباعات.
والذي يرسم الخريطة هم الناس وليس المرشح فالأرضية الانتخابية تغيرت فهناك من يدعي بأن فلول الوطني والإخوان هم من يرسمون تلك الخريطة وهذا أعتقد أنه لم يعد صحيحاً ففي العصر السابق حصل الإخوان علي 88 مقعداً وكان لم يكن غيرهم من الإسلاميين علي الساحة أما الآن فأصبحت هناك 7 مجموعات إسلامية وكذلك باقي التيارات السياسية كالناصري والتجمع وائتلافات الثورة وفلول الوطني.
> ما رأيك في مسألة ترشيح ودخول أعضاء الحزب الوطني المنحل الانتخابات المقبلة؟
>> لا يقلقني خوض أعضاء الحزب الوطني المنحل الانتخابات المقبلة، لان حجبهم عن الانتخابات ومنعهم سيعطيهم فرصة الادعاء بالبطولة والتساؤل عن سبب المنع والاضطهاد بما يجعلهم يشعرون بأنهم يمتلكون شعبية وجماهيرية.. الإخوان المسلمون بنوا مجدهم من الاضطهاد وزعموا وقتها أن منعهم من خوض الانتخابات تخوفاً من حصولهم علي نسبة تأييد عالية من الشعب وبالتالي الحصار السياسي يكون بالشارع وليس من خلال المحكمة، وإن نظرنا للانتخابات الطلابية الأخيرة لم يفز الإخوان فيها وكذلك في العمداء في جامعة عين شمس فالذين فازوا من الأغلبية الصامتة والأغلبية الصامتة هي التي ستحدد مصر في الفترة المقبلة.
> بعد مرور 8 أشهر من حكم المجلس العسكري.. ما تقييمك لأدائه؟
>> في رأيي أن ما حدث في 25 يناير غير مسبوق فهو ليس ثورة شعبية فقط أو انقلابا عسكريا فقط بل هو خليط بين هذا وذاك لأن الذين شاركوا في ميدان التحرير ليسوا هم الذين دخلوا القصر الجمهوري وأخرجوا مبارك فما حدث اختراع مصري جديد، وأعيب علي من يشبهون المجلس العسكري الحالي بمجلس قيادة الثورة فهذا غير صحيح، مجلس قيادة الثورة كان تنظيماً سرياً اختار بعضهم بعضاً ولكن المجلس العسكري لم يختاروا بعضهم بعضاً فهم ضباط كبار وصلوا إلي قمة الرتب العسكرية ويحملون في داخلهم التراث الوطني للجيش المصري لكنهم ليسوا مجموعة سياسية لهم انتماء سياسي معين، وهم وفقاً لما لمسته اجتمعوا علي فكرتين الأولي رفضهم للتوريث ومن ثم رفضهم إطلاق النار علي المتظاهرين وفض الاعتصامات وهنا اجتمع هؤلاء وقرروا ما حدث وأجبروا مبارك علي التنحي وهم الآن حسبما أري في طريقهم لتسليم الحكم إلي سلطة مدنية منتخبة.
> وما رأيك فيما يشاع حول ترشيح المشير نفسه في الانتخابات الرئاسية وكيف تري تحركاته الأخيرة؟
>> لا أعتقد أن المشير طنطاوي في طريقه لذلك وما أثير حول أن المشير يغازل الشارع غير صحيح فما حدث مؤخراً جري بالصدفة فالرجل كان في أحد الأماكن في منطقة وسط البلد وعند خروجه تلقفه أحد المارة وبالصدفة التقطه صحفي بجريدة «الكرامة» وصوره فالمسألة لم تدبر حتي يقال ذلك وبالتالي أتصور أنه لا يفكر في ترشيح نفسه فما يقوم به أعتقد أنه يدخل في الأطر التلقائية والطبيعية وأيضاً أتصور أنه لن يضحي بنفسه في الانتخابات ويتعرض للخسارة فيها.
> كيف تري تصدر التيار الاسلامي بمختلف فصائله للمشهد السياسي بعد نجاح الثورة؟
>> أنا لم أرهم يتصدرون المشهد مثلما يتردد كيف ذلك وهم علي سبيل المثال لم نر حتي الآن وزيراً منهم في حين أن هناك وزراء في تيارات سياسية أخري ولكني أعتقد أن من حقهم أن يمارسوا حقوقهم بشكل طبيعي وما كانوا يتعرضون له كان غير صحيح فالإخوان المسلمون أصبحت لهم مقرات في كل مكان وعليها شعارهم وإن كان للإخوان مشكلة تستحق الوقوف عندها وهي هل هم جماعة أم حزب ومع من سنتكلم مع المرشح أم مع رئيس الحزب فهذه إشكالية تستوجب تحديدها وكذلك السلفيون أصبح لهم أحزاب عديدة كل حزب له برنامجه الخاص، وللجماعات التي كانت تتبني العنف تراجعت عنه بمراجعات شجاعة فكل فصيل أو تيار خرج ببرنامج انتخابي وبرؤيته الخاصة ينادي الناخبين باختياره معلناً عن نفسه بما يجعل فكرة استخدام القوة بعيدة.
> ولكن هناك نوعا من القلق تجاههم نتيجة لما يبدونه من آراء قد تغضب البعض؟
>> بالعكس فإعلان إحدي القوي الإسلامية عن رأيها في أنهم لو تولوا سيفرضون الجزية علي المسيحيين فهذا رأيهم وبناء عليه يحدد الناخب إن كان يوافق علي ذلك أو لا فهو حر في اختياره، وحزب الكنبة أي الأغلبية الصامتة هي التي ستحدد والقلق طبيعي والمسلمون في مصر لهم شكل خاص عن باقي المسلمين في كل دول العالم وإن سألت أي مصري عن مذهبه سيقول لك إنه سني وأي مذهب سني تتبعه من الأربعة تجده لا يعرف فنحن هنا في مصر لسنا متعصبين ولا متزمتين.
> هل تتوقع أن يصل الإسلاميون للحكم في مصر؟
>> لكي يصل الإخوان أو غيرهم من الإسلاميين إلي السلطة في مصر لابد أن يكونوا أكثر اعتدلاً حتي ينتخبهم المصريون، فأغلب المصريين وافقوا علي وثيقة الأزهر التي تنادي بتولي المناصب بالانتخاب ولدينا مشهدان بالقطع سيكون لهما تأثير في ذهن السلطة القادمة وهما مشهد ميدان التحرير ومشهد محاكمة مبارك، إذن أصبح حتمياً أن يكون العدل هو الأساس في المستقبل سواء تولاها الإسلاميون أو الليبراليون أو اليساريون والناخب هو الذي سيحدد وإن اختار الشعب أيا منهم فله الحق في الحكم.
> رددت جملة أن الناخب هو الذي سيحدد الخريطة السياسية والحاكم القادم فكيف ذلك وهناك من يشكك في قدرة المصريين علي حُسن الاختيار مستنداً إلي وجود نسبة عالية من الفقر والجهل في المجتمع؟
>> الأمية في الهند أعلي بكثير من مصر واستطاعوا أن يتقدموا والأمية تعني الجهل بالقراءة والكتابة ولكنها لا تعني أنهم لا يعرفون مصلحتهم، والفقراء طلاب عدل أو رشوة ومن يستطيع رشوة الفقراء كلهم؟! ومن يستطيع تحقيق ذلك؟! ولابد ألا نبالي بهذه النسب في الانتخابات القادمة.
> ما هي المواصفات التي تتمناها في رئيس مصر القادم؟
>> أن يكون عادلاً «العدل أساس الملك».
> ما رأيك في الأسماء التي خرجت تعلن عن ترشحها في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
>> لهم الحق في ذلك وسيظهر آخرون في الفترة المقبلة والانتخابات هي التي ستقرر من هو الأفضل.
> هناك جدل كبير حول الرئيس القادم حول سنه وخبراته وانتمائه السياسي؟
>> لكل اختيار مبرر كبير السن يقال عنه أكثر حكمة وخبرة، وصغير السن أكثر نشاطاً وقدرة علي التحرك، ومن يستطيع أن يقنع الناخبين فهو الأولي.
> ما هو تحليلك لمحاكمة مبارك.. وكيف رأيته في القفص؟
>> مبارك حكم علي نفسه وصدر الحكم في ظني حينما نادي القاضي عليه وأجابه مبارك بهذه الطريقة وبهذه التصرفات فهو هنا تعامل كأنه متهم، كنا نخشي أن يقول مبارك أثناء محاكمته أنا رئيس جمهورية مصر العربية فقد يتسبب في مشكلة كبيرة وكنا نتوقع أيضاً أن يعتذر للشعب المصري، لعله قد يستطيع أن يكسب تعاطفاً شديداً ولكنه تعامل كمتهم راض بالتهمة وطبيعي في أي متهم أن يقول إنه بريء.. صدام حسين أثناء شنقه قال أنا رئيس العراق وفي كل المحاكمات السياسية نجد المتهمين يرفعون رؤوسهم ويتسابقون علي الظهور أمام الكاميرات وحتي الذين قتلوا السادات من الجهاديين كانوا يظهرون أمام الكاميرات فكانوا يعتبرونها شرف وما حدث أثناء المحاكمة واستوقفني هو أن ابنيه كانا يحاولان إخفاءه عن الظهور وهذا يحدث فقط في القضايا الأخلاقية مثل الدعارة والرشوة أما القضايا السياسية يحرص المتهم فيها علي الظهور.
> ما تحليلك النفسي لمبارك وقتها؟
>> هو بطيء وهادئ ويتردد في أن يغامر ويتخذ موقفا وموقفه من المحاكمة يؤكد رغبته في تبرئة نفسه ولا يريد أن يحكم عليه القاضي وهكذا كان جميع المسئولين الذين تمت محاكمتهم كانوا يغطون وجوههم ومبارك حكم علي نفسه وقضي الأمر حتي لو أخذ البراءة فهو في رأيي الخاص أجرم في حق مصر والمصريين.
> وكيف تري باقي المحاكمات؟
>> النظام السابق لم يدافع عن نفسه ويشعر بالخزي والعار وكنت أنتظر منهم أن يدافعوا عن أنفسهم وعن نظامهم وأن الثورة ضد مصالح مصر وهذا لم يحدث مما يعد أمراً غريباً ولكنهم ادعوا أنهم جميعاً مع الثورة وأيدوها.
> ثورة 25 يناير هل هي ثورة شباب أم ثورة الشعب المصري كله من وجهة نظرك؟
>> أقترح عدم تسميتها ثورة فثورة 1919 لم تسم نفسها وثورة 52 لم تسم نفسها وما الضروري في تسميتها الآن، حدث ما حدث ومسألة كونها ثورة الشباب علي أساس أن الشباب هو من قام بها والأمن المركزي أيضاً شباب والحزب الوطني به شباب والبلطجية في عمر الشباب لا يوجد رجل كبير في السن يستطيع أن يقوم بهذه الأفعال ولذلك لا يجب أن ننشغل إذا كانت ثورة الشباب أم ثورة الكبار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق