الاثنين، 28 مايو 2012

كلمات سريعة حول نتائج الجولة الأولي من انتخابات الرئاسة

·         القراءة الواضحة لاختيارات المصريين أيا كانت نتيجتها إنجاز يدعو في حد ذاته للتفاؤل لأن تلك القراءة هي البداية الصحيحة و الوحيدة لمن يسعون للتغيير في المستقبل، لكي تغير لا بد و أن تعرف الواقع أولا. و لا داعي لتكرار حقيقة علمية سياسية ثورية تؤكد أن من يسعي للتغيير لا بد و أن يكون مؤمنا بإمكانية ذلك التغيير أي أن يكون متفائلا، في حين أن من يندفعون تشاؤما لإدانة و احتقار اختيارات المصريين يتناسون أن من اختاروا هم "نحن" و علينا جميعا –من يرفض و من يقبل- أن يحاول الفهم
·         كانت صورة كل مرشح من البداية واضحة تماما بحيث عرف الجميع إيجابياته من دعايته كما عرفوا سلبياته من أقوال خصومه.
·         كان التصويت سلميا خال من العنف و فرز الأصوات تم بشفافية
·         كانت المفاضلة بين أولويات قيم ثلاثة واضحة قاطعة: الأمن أولا كما يتصوره الفريق شفيق. الإسلام أولا كما تقدمه جماعة الإخوان المسلمون. العدالة الاجتماعية أولا كما قدمها حمدين صباحي. و حاول بقية المرشحين بشكل أو بآخر دمج القيم الثلاثة دون تحديد الأولوية. علما بأن أولوية القيمة لا تعني التصريح بإنكار بقية القيم بل تعني أن القيمة المختارة شرط لتحقيق بقية القيم حتى لو تمت التضحية ببقية القيم أو تأجيلها قليلا أو كثيرا.
·         ذهب نصف الناخبين إلي الصناديق، و حصل ممثل كل من القيم الثلاثة علي ربع ذلك النصف أى ثمن أصوات من لهم حق الانتخاب تقريبا، و توزع الربع الباقي بين الخيارات الرمادية, أي إن غالبية المصريين لم يحسموا اختياراتهم بعد، و لا أظنهم سيحسمونها في التصويت النهائي  بين مرشح الإخوان المسلمين و الفريق شفيق و بعد فوز أحدهما، و سوف يظل المجال لأربعة سنوات قادمة و حتى الانتخابات القادمة علي الأكثر مفتوحا للتقييم العملي و لتعديل خريطة اختيارات المصريين لمن يسعي لتحمل مشقة و آلام و مخاطر محاولة التعديل و الذي يحتاج بجانب التفاؤل قدرا كبيرا  من طول النفس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق